العلاج بالخلايا الجذعية

العلاج بالخلايا الجذعية يعتبر بمثابة ورقة رابحة في تاريخ الطب، إذ أصبحت  أحد أبرز الابتكارات التي أثارت جدلًا واسعًا، وفتحت أبوابًا عظيمة لا حدود لها لعلاج الأمراض المستعصية التي كانت ولاتزال في وقت قريب لا علاج لها، بالتالي نجد أنها الأمل الذي سيعيد تشكيل مفهوم العلاج من جديد، فالعلم والتكنولوجيا أصبحا يشكلان الطريق نحو بناء مستقبل طبي متميز.

 فما هي الخلايا الجذعية؟ وكيف لها أن تتمكن من علاج أمراض مزمنة على سبيل المثال السكري، والسرطان، والزهايمر؟، سنتناول في هذا المقال أنواع الخلايا الجذعية، بالإضافة إلى توضيح كيفية العلاج، وكم نسبة نجاح عملية زرع الخلايا الجذعية.

أنواع الخلايا الجذعية

الخلايا الجذعية هي الخلايا الوحيدة في الجسم التي تنتج أنواعًا مختلفة من الخلايا، حيث يمكنها إنشاء أكثر من 200 خلية متخصصة، على سبيل المثال خلايا الدم والعظام والعضلات.

كما تعمل على إصلاح الأنسجة التالفة. والآن، أصبحت الخلايا الجذعية علاجًا أساسيًا لسرطان الدم واضطرابات الدم. ويعتقد الباحثون الطَبيون أن الخلايا الجذعية لديها القدرة أيضًا على علاج العديد من الأمراض الأخرى.

صنف مقدمي الرعاية الصحية أنواع الخلايا الجذعية حسب مصدر الخلايا أو وظيفة الخلايا إلى عدد من الأنواع، لذلك يتم ذكر هذه الأنواع فيما يلي:

1. الخلايا  الجنينية (متعددة القدرات)

 تمتلك هذه الخلايا القدرة على التحول إلى أي نوع من الخلايا، يحصل الباحثون الطبيون على الخلايا الجذعية الجنينية من دم الحبل السري المتبرع به أو الأجنة التي تم تطويرها أثناء التلقيح الصناعي، وتستخدم هذه الخلايا في علاج العديد من الأمراض.

1. الخلايا  البالغة

تتوافر بنسبة قليلة في أجسام البالغين، كما هو الحال في نخاع العظم، علاوة على ذلك توجد هذه الخلايا أيضا لدى الأطفال والرضع.

إذًا نجد إن قدرة الخلايا الجذعية محدودة في تشكيل خلايا الجسم لدى البالغين مقارنة بالخلايا الجذعية الجنينية، حيث تدخل هذه الخلايا في علاج الأنسجة التالفة في الموجودة فيها.

علاوة على ذلك تستخدم الخلايا الجذعية البالغة في نخاع العظم لحل مشاكل القلب والعظام.

1. الخلايا الجذعية المستحثة

وهي عبارة عن خلايا جذعية مصنعة في المختبر تشبه الخلايا الجذعية الجنينية وتعمل مثلها، ويستخدم الباحثون الطبيون هذه الخلايا لدراسة كيفية تطور الأنسجة، وأيضا كيف يؤثر المرض على الأنسجة، كذلك اختبار الأدوية والعلاجات الجديدة.

تتمثل في إمكانية استخدام أنسجة أو خلايا المريض نفسه لعلاج مرضه، كذلك تجنب مشاكل رفض الجهاز المناعي.

الأمراض التي تعالج بالخلايا 

العلاج بالخلايا الجذعية أو ما يعرف أيضا باسم الطب التجديدي، يساهم في إصلاح وعلاج الأنسجة المختلة وظيفيًا أو المريضة، كذلك الخلايا المصابة نتيجة استخدام الخلايا الجذعية أو مشتقاتها.

تعتبر هذه الطريقة بمثابة أحدث الابتكارات في المتخصصة في مجال زراعة الأعضاء، حيث يتم استخدامها نيابة عن أعضاء المتبرعين المحدودة.

هناك عدد من الأمراض التي من الممكن علاجها بالخلايا الجذعية، ويمكن ذكرها على سبيل المثال لا الحصر فيما يلي:

1. تساهم في علاج الأمراض العصبية

هناك عدد من الأمراض التي يمكن استخدام علاجها باستخدام الخلايا الجذعية للتخلص منها، على سبيل المثال:

• مرض باركنسون.
• السكتة الدماغية.
• مرض الزهايمر.
• إصابات النخاع الشوكي.
• مرض التصلب الجانبي الضموري.

1. علاج الأمراض الوراثية 

• مرض التليّف الكيسي.
• فقر الدم المنجلي.
• متلازمة مارفان.
• سرطان الثدي.

1. علاج الأمراض الأخرى 

• أمراض القلب.
• الفُصال العظمي.
• الحروق.
• السرطان.
• السكري من النوع الأول.

أفضل دولة للعلاج بالخلايا الجذعية

هناك عدد من الدول التي تتمتع بعدد من المزايا التي تمنحها الأفضلية عن بقية دول العالم، بالتالي تعد تركيا أحد أفضل الدول التي تساهم في توفير العلاج بالخلايا الجذعية حول العالم.

تتمتع تركيا بخياراتها المتنوعة في العلاج من مستشفيات متخصصة في هذا الأمر، بالإضافة إلى المراكز الطبية المتخصصة بالعلاج بالخلايا الجذعية، علاوة على ذلك تتميز بميزة إضافية بكونها أقل تكلفة مقارنة ببقية الدول الأخرى.

علاوة على ذلك تمتلك تركيا منظومة صحية متكاملة من حيث الكفاءة والخبرة، تتعدى تلك الموجودة في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، حيث تحوي نخبة من أكفأ الأطباء أصحاب الخبرة والكفاءة العالية، كذلك أبرز الأطباء المشهورين عالميًا.

إضافة إلى ذلك تقدم العيادات والمراكز المتخصصة في تركيا والمشهورة بالعلاج بواسطة الخلايا الجذعية خدمات فريدة من نوعها، بفضل إمتلاكها أفضل وأحدث الوسائل، كذلك الأجهزة والمعدات المستحدثة.

كذلك تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية أيضا أحد أفضل دول العالم المتخصصة بالعلاج بواسطة الخلايا الجذعية، كما أنها تتصدر هذه النتيجة بفضل ابتكاراتها في مجال البحث العلمي، بالإضافة إلى تقدمها التقني والمعرفي، كذلك المرافق الطبية العالمية.

حيث تمتلك كبرى المراكز والجامعات المتخصصة في هذا الأمر، على سبيل المثال جامعة هارفارد، وجامعة ستانفورد، بالإضافة إلى عيادة مايو.

تكلفة العلاج بالخلايا الجذعية

تتفاوت تكلفة العلاج من دولة إلى أخرى، وذلك تبعًا لعدد من العوامل، على سبيل المثال عدد الخلايا الجذعية، ونوع الخلية المعطاة، كذلك جودة الخلية، بالإضافة إلى موقع المختبر.

في المتوسط، يمكن أن تتراوح تكلفة العلاج  بين 5000 دولار و 50000 دولار أمريكي، ويمكن بيان ذلك على سبيل المثال لا الحصر فيما يلي:

• تبلغ تكلفة حقنة واحدة من الخلايا الجذعية 4000 دولار.
• تكلفة علاج المفاصل أو الإصابات الإضافية تبلغ 800 دولار.

نسبة نجاح عملية زرع الخلايا 

تتفاوت نسب نجاح عملية زراعة الخلايا الجذعية بناء على عدد من العوامل التي يجب أخذها في الاعتبار،

وتتمثل هذه هذه العوامل على سبيل المثال لا الحصر فيما يلي:

• نوع المرض.
• عمر المريض.
• الحالة الصحية للمريض المتلقي لزراعة الخلايا الجذعية.
• مدى تقدم المرض عند بدء إجراءات الزراعة.
• إمكانية تطابق الأنسجة بين المتبرع والمريض.
• خبرة المركز أو العيادة الطبية التي تتم فيها إجراءات العلاج.

ففي أغلب الأحيان يكون الحل الوحيد للشفاء هو زراعة الخلايا الجذعية من الأمراض، مثل أمراض

السرطان، وأمراض الدم الوراثية، بالإضافة إلى أمراض فشل النخاع العظمي، وغيرها من الأمراض.

• تتمثل نسبة نجاح عملية زراعة الخلايا  من المريض نفسه 90 %، ولاسيما إذا كان المريض في حالة جيدة قبل بدء العملية، وغالبًا ما تستخدم لعلاج السرطان.
• تصل نسبة نجاح العملية من 60% إلى 80% وذلك في حال العلاج بخلايا المتبرع لعلاج أمراض سرطان الدم، كذلك الأمراض الوراثية مثل الأنيميا.

ختامًا يمكن القول إن العلاج بالخلايا الجذعية يحمل مستقبلًا واعدًا بتغيير حياة ملايين المرضى والمصابين، علاوة على ذلك نجد إنه ليس مجرد وسيلة علاجية فحسب، بل هو اكتشاف عالمي غًير مصير ملايين البشر، وأعاد فكرة الأمل من جديد.